ويبقى الشوق …

“اعتاد الناس على الاعتياد ولم يعتادوا على التغيير”
تبدأ العلاقات من اللاشيء لتتحول إلى كل شيء، وربما تصبح هي الشيء، ولكن في حالة خالفت توقعاتنا وآمالنا التي رسمت على متاهات وتعقيدات التصرفات التي لا مبرر لها وحدها إذ تندرج تحت سياق ما، يفهم ذلك في كل علاقة طرفاها، وربما هما فقط من يجب أن يعلما بكل ذلك…
إن مشاكل الحياة كلها تتلخص في أن، بعض الناس يؤمنون بأنهم خلقوا من أجل آخرين ولا يمكنهم تصور العيش بدونهم!، والبقية وهم أقل سذاجة، يقولون بأن الآخرين “شياطين” وهم الملاك الحارس للفضيلة!.
وهناك من السطحيين للغاية، من يحصرون العلاقات بين الجنسين بكل أشكالها إلى قسمين فقط ..
أحدهما يقول بعلاقة تنتهي “بالزواج”، والآخر يقول بأخرى تنتهي بالمجهول، وبالتالي هو فاشل اجتماعياً لدرجة يحول كل العلاقات البشرية إلى نوعين حصراً!، أحدها حتى الموت، والأخرى لا يجب أن تكون!، وبالتالي فإن عقوقه بوالدته لأنه لا يرى من فائدة مادية يأتي بها برها، تصبح نتيجة طبيعية للتعامل حسب تصنيف بلا أفق ولا أساس! هؤلاء من يقتلون براءة فتيات بقتل عفتهن نتيجة اقتناعهم بأن علاقتهم قصيرة و”قاصرة”، وكذلك هم من يتعاملون بجفاء مع الجميع، ولا يؤمنون بحق الآخرين بسماع اللطف ورؤيته، إنهم أنانيون يبحثون عن مصلحة لجانب واحد، وهذا محال بأي حال …
هؤلاء السطحيون، هم من يملؤون الأرض ضجيجاً بصخب تألمهم من فراق أحبتهم وسذاجة اختياراتهم!، وهؤلاء من يجب أن تسمع منهم ولا تعقل ما يقولونه، فأحدهم يمثل عن البقية حرفياً، كقالب واحد لملايين النسخ!.
وأكثر هؤلاء، هم من يتورطون في جرائم أخلاقية نتيجة “تسليعهم” للآخرين!، فإما أن تكون عدوي، أو أنا (كناية عن شدة التعلق)، وبدلاً من وضع أسس للتعامل، يفضل هؤلاء أن يصعقوا في علاقاتهم ليحكم بالفشل المؤبد على حياتهم!، هؤلاء زنازينهم في صدورهم في زينة الحياة! أرأيت حبيس صدره، فهذا أسير عقله!.
وكما كل شيء بشري، إنه ليس كاملاً، إذا فنسب المخاطرة والربح متوازنة تقديرياً، ولكن هيهات أن يدرك الجاهل أن النهاية تأتي بنفس طريقة البداية، “فجأة”، وكما كنت مبتهجاً بالأسر، ابتهج بالحرية أضعافاً، فأنت لم تجرب قصة كتلك …
حينما تبدأ تلك القصص باختلاق قصص أخرى، تبدأ مزايدات المشاكل التي لا تنتهي، ومتى ما زرع فتيل شك فإنه لا ينزع إلا بنزع كل ما كان بين طرفين، الأمر أشبه بمسمار في جدار صخري! لا يخرج إلا وقد تفتتت…
إن ما يجعل من الطرق المسدودة نهايات للعابرين هي الاستماتة في البحث نحو المجهول، واستنفاد المحاولات خرق القوانين الطبيعية، ثم بعد ذلك الكثير من الندم على بذل كل ذلك بلا عائد ولا درس، إنما هي محاولة لجمع الماء في شبكة، ودائماً ما تكون نهاية تلك الاستماتة كثير من الفشل والخيبات، وينتج للمجتمع أناس سوداويون للغاية!
المشاعر لا تشترى، ربما تحصل على جسد، ولكن الروح لا تقايض بغيرها، وإذا ذهبت لا تعود، أبداً …
مهما بلغت العلاقات من رقي وسمو على الوصف فإنها ستنتهي، على الأقل مادياً، وقليل من الناس من يتخلص من شظايا الروح الفقيدة!، أتعرف جنيناً في بطن أمه مات ولا يزال في بطنها!، مهما أحبته لا تستطيع إبقاءه في جسدها، لقد أصبح جيفة بعد أن كان كل شيء، وإذا لم تتخلص منه فإنه سيقضي عليها … لقد كان بطن أمه إطار يحفظ روحه وجسده!
وهذا ليس كرهاً، وإنما مزيد من الحب، قبره أصبح إطار أنسب له، فلم يعد هناك ما يتبادله! ولن تدفن بعضه وتبقي بعضه، فإما كل شيء، أو كل شيء سيان! …
وكذلك العلاقات، لماذا تحتفظ بروح ذهب جسدها لإطار جديد؟!
لماذا لا تزال متمسكاً بمقبض قديم! بمفتاح قفل تالف؟!! لماذا لا تزال محتفظاً بالآخرين؟!
لقد ذهبوا! ذهبوا وبقيت أنت لتكون من هواة جمع “البقايا” لترى خيبات شاهرة أمام عينيك، وكثير من الذكريات تتراءى أمام ناظريك!، لترى بعضاً منك وقد ذهبوا!، هل فكرت في أن كل ما تبقيه هو جزء منك تلغيه!، في أن كل ما تحفظه سيكون بؤساً على فكرك! إنها تأسر فكرك وتأخذ بعضك، وستأتي على كلك، لتبقى جسداً يعلق روحه على حائط الذكريات!، وكأنما حالك يقول، يومَ ما كنتُ شخصاً صالحاً!
ألا تراك هرمت قبل يومك؟! إنها علاقة عابرة! وإن قضيت العمر كله فيها …
تذكر، ألم ترغب يوماً في عيش تجربة جديدة؟!، تذكر، ألم ترغب يوماً في إذكاء روحك العنيدة؟!
إلام صرت؟! أنت بالكاد تحاول الحفاظ على بقاياك، بالكاد نفسك لا تزال معك ولو قليلاً!
إننا نقضي أعمارنا في البحث عن استقرار، فإن وجدناه بحثنا عن الإثارة مع حفظ الاستقرار … وهذا كمن يبحث عن الهواء في الماء وفي فمه انبوب اكسجين! فلا هو انتفع بما لديه، ولا هو مهتد لضالته!
يجب أن نعيش الإثارة لنحافظ على استقرارنا، إننا لا نستقر إلا بالإثارة، إننا بشر!
وكم يرحل الراحلون، وكم ننساهم!
وإن عادوا فسيجدون قلوباً مفتوحة، وقليل مما كان …
ليتنا ننسى أننا سننسى، لأننا لن ننسى إلا ما لا يهمنا، ومتى ما كانت بقايا العلاقات مهملات، فإنها ستمضي كما أتت، توقف عن التفكير في الأمر، لقد ربحت الكثير من الحرية، وفرصة لتجربة أفضل، بالقدر نفسه الذي حصل عليه الآخرون، وأنت أسوأ الرابحين، ولا خاسرون …
ليتنا نخلص للجميع، كما يخلص الجميع لنا، ولكن لحسن الحظ أن المشاعر لاتقسم، فقلبك لا يحتمل المشاركة، هناك من يحصل على كل شيء، والبقية يحصلون على مجاملة، وماديات خالية المشاعر، وفارغة الإحساس!، بل حتى أراؤهم تصبح مهمة، لأنك تنتظر المقابل …
إن العلاقات إقطاعية المشاعر، كالحب والكره، تصبح الماديات فيها صوراً ممزقة، وكأنما زجاجة فارغة تلقى في بحر من المشاعر، لا تعلم إلى أين تذهب، وكيف ستصل، ولكنها ستذهب “إلى الأبد”، ورسالتها البحر!
..
يوما ما، سيتراكم عليك كل شيء، وستضطر لقول “كفى” حينها ستكون انتهيت كلياً، وتناثرت أشلاء روح ممزقة، كانت تملك اسماً واحداً حينما كانت صورة، لقد كانت تحمل اسمك!
تخلص من كل شيء، تخلص من ذكرياتك، فهي تعود بعودتهم!، تخلص من همومك، فهي تأتي مرتبطة بماديتها، تخلص من خيباتك، فيكفيك ممارسة دروسها!، تخلص من فشلك، فذكرياتك هي فشلك الوحيد…
كل شيء بني في كون الله، يستمر بالنسيان، ولكن علم كل شيء عند ربك في كتاب “لا يضل ربي ولا ينسى”، لا تحاول إبقاء ذكرياتك حاضرة، فهي حسرة وإن كانت تعيسة، أتعلم؟! انس تفاصيل ماضيك …
إن قرار الفراق هو قرار أليم، ووقعه شديد، وكأنما تنظر إلى الأرض من أعلى جبل، فهل تخاطر وتنحدر بعنف، أو تقفز، أم أن حلك الأمثل كان في وضع بعض الحجارة لرفع القمة قليلاً! أم ببعض القفز من أجل رفع سقف الطموحات! وللأسف، هناك خطأان مهلكان في العلاقات السامية، وضع سقف، أو التقيد بطريقة! وكلاهما خدعة تنتهي بالافشل لاستمرار العلاقة أو لانتهائها لذات السبب!! ولذلك فإن الوصول إلى قمة العلاقة بمحض الصدفة، هو إنجاز عظيم يجب أن يسعد الجميع به، إذ سيطرت العفوية على الجميع! وحينها فقط، سيكون الفراق هو الزر الملون الوحيد والمقام الثامن في سلم النوتة! ولذلك يجب أن تحمد الله أنك كنت مخلصاً طوال كل ذلك …
على الورق، نقطة الزاوية مستحيل تجاوزها، لأنه إن حدث فسيكون تكرار وعرض مستمر لذات النهاية، قليل من الفرح، كثير من اليأس وكثير من الصدمة حتى تصل إلى مرحلة يموت فيها الأضعف، أو اقواهم تمسكاً …
ياللنهايات، إنها دائماً ما تكون كما كانت البدايات، فما بدأ بلا مقدمات سينتهي كذلك، وكما تأقلمت على وجوده ستتأقلم ولو بعد حين على ذهابه … ولا تنتظر عودته، فأنت راكب في قطار الحياة ولست قطار الحياة! لذلك لن تعيدها إلى الوراء …
اقبل بالنهاية إذا كانت كذلك، لأن أي مماطلة فتح لباب التعاسة، وما دام لا بد من التغيير فليكن ولاؤنا لوجهتنا الجديدة لنبادلها أفضل ما تعلمناه … لقد حصلت على فرصة، لتكن أفضل، ولتبدأ من أفضل ما انتهيت إليه …
..
ابدأ من جديد، بشكل أفضل من كل ما صنعته…
..
..
شكراً لتفاعلك يا “مروة” …
..
..
أنس ماهر
19/4/2014

18 فكرة على ”ويبقى الشوق …

  1. عادةً تتلخص معظم المشاكل علي علاقات البشر ببعضهم ، فهذا مفارق وهذا خلاق للمشاكل وأخر مستهتر وبالتالي يقع معظم الضرر علي الضعيف الذي يحكم جل أمره بقرار قلبه متناسيا قرار عقله !
    المدهش في الامر ، أن تجد أحدهم قد أوقف حياته وعقله وأمور معاشه لفراق أحدهم ، ممضيا وقته في البكاء علي الأطلال ..
    ما يجعل الأمر محزناً ، ان تجد هذا الشخص قد عاش في ماضيه ، وجعل التفكير أهم مهامه ، يعيش أوقاته في خانه( لو ) و (ياليتني) ..
    لم يدرك بأن الأفضل ينتظره ، لم يدرك بأنه إكتسب الكثير والكثير ..
    من وجه نظري أنه من الافضل ان لا يربط الشخص نجاحه أو سعادته أو تميزه علي وجود او بوجود أشخاص بعينها .. حتي لا تفسد حياته بفراقهم .. حتي يعيش حراً .. لا يكترث بذهاب احدهم او مجيئه ..
    يدور حديثي عن نوع واحد من العلاقات .. ذلك الذي يُهدي في الانسان قلبه للأخر ..

    ،[أتعرف جنيناً في بطن أمه مات ولا يزال في بطنها!، مهما أحبته لا تستطيع إبقاءه في جسدها، لقد أصبح جيفة بعد أن كان كل شيء، وإذا لم تتخلص منه فإنه سيقضي عليها … لقد كان بطن أمه إطار يحفظ روحه وجسده!
    وهذا ليس كرهاً، وإنما مزيد من الحب، قبره أصبح إطار أنسب له، فلم يعد هناك ما يتبادله! ولن تدفن بعضه وتبقي بعضه، فإما كل شيء، أو كل شيء سيان! ] …
    تشبيه فوق المتميز ما شاء الله 😀

    استمتعت جدا بالمقال دا ، قرأته اكتر من مره 😉
    دام قلمك وفكرك وإسعادك للاخرين يا أنس 🙂

  2. حين تستيقظ بعد محاولات عديده للنوم تستغرق فيه ساعات لاباس بها لينقضي وقت معين اعتدت قضائه بطريقتك التي تحبها بجانب من تحب علها تمضي بعض الايام خاليه منه تشعر بأن قلبك يعتصر في كل مره هي لوعة الفراق!
    حتماً هي محاولات فاشله فقط جرب قضاء ذلك الوقت دونه قد لا يتعدى الموضوع الاعتياد!
    ولكن ماذا لو كان فراق حقيقي بمشاعر حقيقيه كم تحتاج من الوقت في النوم ..كم عمل متراكم ستنجزه..كم مره ستذهب للتسوق..كم رحله سوف تقيم..كم هديه سوف تهدي..كم ستغني.. كم سترقص الا ترى بأنك تحاول خوض الحياه بسعاده ورفاهيه ولكن هذه المره خاليه من الروح لماذا لم تجرب البكاء وبعض العزله!
    ماذا عن تلك الجثه التي تصطحبها في كل مكان!
    تطلع لاعماقك الا ترى بانها منهكه !
    لماذا على الفاقد البكاء ع المفقود سريعاً اثناء صدمته لماذا لم يكن الحل ان يضحك مثلاً !!
    أأنت مجنونه؟!
    لان الكره الارضيه لن تتوقف عن الدوران بفراقه ودموعك مجرد مياه مالحه لن تعيد له نبض حياته!
    هراااء..
    الحزن البكاء مشاعر لا توقفها..
    بعض الوقت سيشفيك بقية الوقت ..!
    وان كان لكلٍ طريقته في استعادة نفسه ..

    تعلم ياانس خضت بعض الوقت في قراءه لعلم النفس كدت ان أتأثر ببعض محتواه في فتره معينه والحمد لله انه لم يتعدى الامر الاطلاع لااؤمن ببعضه اطلاقاً لانه يضع الاقنعه وانا لااحب الاقنعه!

    كن انت بكل انفعالاتك هذا كل رأيي..!
    افتقد روح تقطن قلب المملكه تجمعنا كيمياء عجيبه لا اسمي فراق تلك الروح نهايه هي بدايه بطريقه اخرى قد لا تكون بمذاق الصدفه الاولى ولكن الوجود اجمل من اللاوجود عموماً..!

    رفعت عيني للسماء هذه اللحظه علني المح تلك النجمه هي مازالت موجوده لكن هذه المره بعيييده!

  3. مررت بتجربة مشابهة بداية جديدة بقلب جديد كأنك طفل لتو ولد أحساس جميل ورائع بشرط _كما قلت _ التخلص من جميع بقايا الماضي حتى لو كانت بمثقال ذرة لتولد كطفل جديد … مقال جميل (:

    بالتوفيق

  4. كلام رائع جدا ما شاء الله أول شي عملته أثناء القراءة كنت اصور الشاشة مشان أضل اقرأ بعض النصائح فيه رائع رائع رائع ادام الله قلمك ♡♡

  5. قد أوافقك شطراً من رأيك ليس كله..لو كان النسيان واجباً..لما ربط استمرار حياة الإنسان بعد موته بولد صالح يدعو له..لكان اذاً انتهى من ذاكرة ابنائه ومن يحبه..لما كان هناك دعاءً لأخيك المسلم بظهر الغيب..كيف تدعو له وقد نفثت كل ما يخصه بقلبك..العلاقات الإنسانية السامية هي عبارة عن روح تضيف لروحك المثالية في الوفاء والبقاء على العهد..هي تلك المشاعر التي لا تندثر مع الأيام..هي مشاعر كلما كانت صادقة أكثر..كلما تعلقت بها قلوبنا اكثر..قد يكون الفراق..وقد يبكينا الحنين والشوق..وقد نبدأ بعدها حياة من جديد..لكن لا يمنع ابداً ان نتذكرها وأن نحتفظ بها في زاوية مخصصة لها بقلوبنا نعود إليها من وقت لآخر..فهي تستحق منا ذلك..صدقها..ووفائها..وسعادة لحظاتها..
    وليس بيدك يا أنس أن تتحكم في انفعالات قلبك وتوجهاته إن تعلق بأحدهم..ليس بيدك أبداً أن تختار بنفسك الرحيل..إن كان ما شعرت به صادقاً..لا يمكن أن تتخلى عنه..لو أن كل الدنيا أشارت عليك بذلك..حتى عقلك لن يطاوعه قلبك..سيهزمك القلب بكل مرة تحاول فيها تمكين قراراتك العقلية..ليس عيباً أن نفشل ولكن العيب في أن لا نحاول النجاح..وليس كل علاقة مصيرها الإنتهاء..فمتى ما وجدت علاقة صحيحة بين طرفين صادقين وظروف ساعدتهما على الإستمرار..فستستمر..حتى ينتهي العمر بأحدهما..
    لا تستطيع الحكم على العلاقات في بدئها ولا حتى متى ستنتهي..كل شيء بقدر..أنت خض تجربتك..واجعل الله حسبك ووكله أمرك بخيره وشره..وهنا..ستتجه العلاقة حيث أراد لها الله أن تكون..
    ..
    أتمنى أن أكون قد أوصلت مضمون فكري..
    ..
    مميز أنت كالعادة..وفقك الله..
    ..

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أتفق معي أخيتي الفاضلة بنت النور اتفاقا كاملا في كل ماذكرتيه وقد افرغتي بأسلوبك السهل الممتنع الكثير مما وددت التعبير عنه
      وأميز ما مس كلامك الجميل شغاف القلب هو عدم إغفالك لحاسة المشاعر الفطرية
      ولنعد قليلا لهدي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم في واقعة رثائه لفلذة كبده إبراهيم وهو يقول إن العين لتدمع والقلب ليحزن
      ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك ياإبراهيم لمحزونون
      وانظري أختاه إلى إحسانه عليه الصلاة والسلام إلى زوجته الراحلة أم المؤمنين سيدة نساء أهل الجنة السيدة خديجة وتغار منها أختها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهن وعن الصحابة أجمعين
      وكلن يدعوه حزنه عليها النابع من حبه وتقديره لها إلى الإحسان إلى من كانت تحبهن في حياتها
      ولذا فقد جعل ذلك عليه الصلاة والسلام من أبر البر
      وأبر البر مطلقاً بر الوالدين بعد موتهما وانقطاع عملهما إلا من ثلاث والابن الصالح منهم
      فأنى للفطرة أن ندعوها للانتكاس بنسيان وتجاهل طبيعتها بدعوى ولادة أخرى من جديد
      فالماضي لا يجب إخراجه من الذاكرة في جميع الحالات
      فكم من ماضي أعان على إيجابيات كان لها عظيم الأثر في الحاضر والمستقبل
      وإذا تنافس العقل والقلب فالموازنة بينهما لا يوفق إليها إلا من وفقه الله تعالى فسلم من معاندة أو تجاهل أحدهما
      شكراً لك أختنا الفاضلة

  6. الله يا أ/ أنس
    بدايه المقال اكتر من رائعه
    ” اعتاد الناس على الاعتياد ولم يعتادو على التغيير ”
    ,
    يوما ما، سيتراكم عليك كل شيء، وستضطر لقول “كفى” حينها ستكون انتهيت كلياً، وتناثرت أشلاء روح ممزقة، كانت تملك اسماً واحداً حينما كانت صورة، لقد كانت تحمل اسمك!
    ,
    ماشاء الله ^_^
    جميل اوى المقال ده
    وبقيت أفهم كلام حضرتك برده 😀

  7. للأسف البعض وأنا منهم لم نقرر التغيير بعد
    ﻷننا بأختصار ﻻ نرغب بفقدان جزء كبير من ذواتنا وحتى لو كانت مجرد ذكريات واشياء تربطنا بمن نحب ..
    إﻻ أن الخيبات والصدمات قد تغير نظرتنا لكل شيء وتعطينا دفعه لنتقدم وﻻ ننظر للوراء
    ( ما اخشى أن اقوله هنا هو أن حياتنا قصيره جدا لنحكم على الغير ونضع حدود ونحقد ونحسد و نراقب فاﻷنشغال بالذات أفضل وانفع من اﻷنشغال بالغير وتصيد اخطائهم)
    #مقالك أثرني يا أنس وفقك الله وسدد خطاك

  8. ما كنت اتوقع وﻻ واحد بالميه انك تتطرق ل موضوع كذا

    مما تعلمت ( ﻻ تجعل علاقة انتهت من حياتك معيار ل علاقاتك من بعدها وﻻ تؤذي الاشخاص بقدر ما تأذيت في هالعلاقه ، انا جربت هذه التجربه وللاسف ندمي شديد على العلاقات اللي علقتها ب علاقتي الفاشله وانهيتها وعلى الناس اللي أذيتهم بقدر اذيتي من هالعلاقه والسبب في الاولى كان قلبي صافي وكننت مليئه بالاحلام وفي قلبي كل شي جميل اما في الثانيه كان قلبي سسئ جدا وهدمت كل احلامي وأذيت اناس حبوني وكانت قلوبهم صافيه كقلبي قبل ) واذا لم تستطع ان تفعل هالشي ف من الافصل ان ﻻ تبدا علاقه جديد اﻻ لمن يشفى قلبك حتى ﻻ تزيد خيباتك وتدمير حياتك ﻻ تعيش مشاعر مع احدهم ﻻ تكنها له وانما ل غيره لانها حتفشل وبالتالي ستشعر بزيادة خيباتك وتدمير ل نفسك واياك من مراقبة من افترقت عنهم لكي ﻻ تجعل من نفسك ضعيف بكل قدرتك ابتعد لانه هذا دواء الشفاء.

    ابدا من جديد ححياه جديد ترا لها لذة اكثر من بدايتك التي قبلها

    وانا هنا ابدا من جديد وهيا اني اودع تجربتي واودع كتابتها وذكرياتها هنا

    انس وكل من يمر من هنا فلتبدوا معي من جديد !

    انس كل مره تفاجئنا بشي جميل وغير متوقع ، عسسساها دايمه ياارب ، ويعطيك ربي الف عافيه.

  9. مقال فى منتهى الرووووعة … لخص تفاصيل الحياة …” أنت راكب في قطار الحياة ولست قطار الحياة! لذلك لن تعيدها إلى الوراء …”

  10. كتبت فأبدعت يا أنس ،، مشكلة أكثر القلوب ،، وكأنك المست الجرح بأدواتك الكلامية

    إلى الأمام دوما

  11. لا تخطط لعلاقاتك ، لا تسبقها لا تنظر إلى أين ستؤول لا تفكر فيما ستجنيه منها
    بالنسبة للعلاقات لتكن عفوية أعتقد أن هذا أجمل
    أحسنت أنس
    وكأنك تمد قلمك إليهم لينهضوا 🙂

  12. راقت لي مقالتك هذه يا أنس وبشدة ,,
    ,, نحن نظن بأننا أحرارا لكننا نمارس العبودية بطريقة متشددة ,, نكون عبيدا لأشخاص أو ذكريات أو أشياء نعتقد يقينا بأننا لا يمكننا العيش من دونها !!
    ولكن كيف ذلك ألم نولد أحرارا!!!
    ,,
    سلمت يمناك 🙂
    اقتباسات أعجبتني :
    “ياللنهايات، إنها دائماً ما تكون كما كانت البدايات، فما بدأ بلا مقدمات سينتهي كذلك، وكما تأقلمت على وجوده ستتأقلم ولو بعد حين على ذهابه … ولا تنتظر عودته، فأنت راكب في قطار الحياة ولست قطار الحياة! لذلك لن تعيدها إلى الوراء …”
    ,
    “أتعرف جنيناً في بطن أمه مات ولا يزال في بطنها!، مهما أحبته لا تستطيع إبقاءه في جسدها، لقد أصبح جيفة بعد أن كان كل شيء، وإذا لم تتخلص منه فإنه سيقضي عليها”
    ,,

  13. رائع .. موضوع واقعي حد الالم من كثرة وجود ( مرضى التعلق بالماضي ) ! .. جميعنا يصيبنا طور من أطوار هذا ( المرض ) في مرحلة ما من مراحل حياتنا ولا شك .. ولكن يبقى الفرق فيمن يقرر أن يقوم من ” الماضي ” ليصنع طريقا لحاضر أفضل .. ومن يظل قابعا في الماضي تحت شعار عتيق متوارث ( ليس في الإمكان أحسن مما كان ) .. وما علم _المسكين _ أن السير على خطى الماضي محض انتحار ! .. والمرور على الحنين مخاطرة ! .. إذا كنا ننظر للماضي أيا كان ( حلوا أو نقيضه ) ويأسرنا ( الشوق ) .. فكيف لنا أن نغفل عن أن الحاضر هو ماضي المستقبل ؟ .. إن الزمان لا يقف .. فكيف لسوي أن يجلس أسيرا في طياته ؟ ..
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    لو أرت أن أقتبس لأتيت بالمقال كاملا .. !
    بوركت .. وسلمت يمناك .. ويبقى الشوق لمقال مبدع آخر .. دمت أنس 😉

  14. عندما ذهب بقلبك بعيدا واعتصر شوقا لفراقه ماذا فعلت ؟ تألمت ، بكيت ، لو وُضعت مكبرات صوت لما بداخلك لسمعها كل من هو خارج مدينتك من قوة الكسر الذي احدثه فراقه ،، ولكن الله لم يذكر فراقه الا لان قلبك انشغل بغير الله سبحانه فالله يغار على قلب عبده عندما يسكنه غيره فيكتب الفراق بين الأحباب بمختلف مسمياتهم لنا كي نعود الى الله وحدة ونسأله الأُنس بقربه ،، لذلك لايدوم متحابان (حتى الزوجين لايوجد بينهما حب وإنما مودة في بداية حياتهما ورحمة في آخرها والدليل قوله تعالى “وجعلنا بينكم مودة ورحمة ” ) ،،
    لايعني ذلك انه لم ينكسر قلب الشخص قط بلى انكسر وسيستمر في الانكسار ان كان حبه لشخص او لأي أمر بتعلق
    ان الحب ينقسم الى حب مشروط (وهو حب التملك حب يخلف ورائه انكسار يجبر بصعوبة مع الأيام حب اندفاع حب الخوف من فقدان المحبوب حب يدخل المحبوب بكامل تفاصيله ليحدد حياة المحب وهذا الحب الجنوني لأي عرف عقلاً وإنما يسير وراء جنونه )
    والحب الآخر حب مطلق ( وهو حب عنوانه قلبي ملكي انا وحدي حب الحياة حب الروح التي هي من امر ربي فمن احب الله احب روحه التي بداخله لان الله أنيسه في كل لحظه فالاشخاص والأمور ليس لها مكان لتواجد بالقلب لانه ملىء بالله عزوجل حب السعادة للشخص الذي تحبه حتى وان كانت سعادته مع شخصا غيرك حب بلاقيود بلا حدود مثل ماقال طلال مداح أحبك لو تكون حاضر أحبك لو تكون غائب يعني الحب موجود لكن غياب الشخص مايأثر وهذا النوع قد يراه البعض انك تبيع المحبوب او ما يهمك بالعكس انت من كثر حبك له تعطيه راحته حتى لو مع غيرك )
    صعب جداً فقدان شخص كان يشكل كل نقطة بحياتك وكنت تعيش عشانه وفجأة تجيك الظروف تتراقص على جراحك وتقولك تراك بتفقده،،
    اللهم اجبرنا يارب يا لطيف يا رحمن يا رحيم قلوبنا المضغة الصغيرة لاتتحمل ألما قط فبرحمتك أجبرها ..
    معلومة ( الجبار من أسماء الله الحسنى وهي تعني أن الله وحده يعلم ما بقلوبنا و دواخلنا و هو الوحيد القادر على جبر ما كُسر بداخلنا لذلك فلندعو بهذا الاسم عند إحساسها بالكسر في قلوبنا أو خواطرنا)
    الله يجبر قلبك يا أنس ،،

  15. بعد خمس سنوات …أنا هنا لأترك تعليق !
    لازلت هنا أقرأ مشاعرك العميقه كما لو أني اقرأك تلك الليله!!
    وكما تأقلمت على وجوده ستتأقلم ولو بعد حين على ذهابه!!
    لازلت أنتظر لعنة التأقلم!

  16. على الورق، نقطة الزاوية مستحيل تجاوزها، لأنه إن حدث فسيكون تكرار وعرض مستمر لذات النهاية، قليل من الفرح، كثير من اليأس وكثير من الصدمة حتى تصل إلى مرحلة يموت فيها الأضعف، أو اقواهم تمسكاً …!

اترك رداً على OHOD إلغاء الرد