لقد كدت تصل … فلماذا تراجعت

أن تكون على وشك الوصول ثم تعود أدراجك لشكك في صحة ما سلكت .. فلا أنك استفدت مما كان ولا عرفت ما سيكون !
..
يقول الشاعر :
ولا تترك مكانك دون داع … إذا غارت تباشير النجاح !
..
عندما تبدأ في صناعة حلمك والسير الى هدفك بخطى ثابتة يحدوك الأمل والتباشير السعيدة ,ثم فجأة لا تجد أي مبرر لاستمرارك ,وتشعر أنك تسير في نفق لا يعرف أوله من آخره وتشعر باحتقارك لنفسك جراء تلك الحالة ,وتتمنى لو أنك لم تضع وقتك في ذلك النفق الذي كانت تنقصك أمتار قصيرة حتى تصل جسر المجد !
هذه الحالة هي سب إخفاق 99% من الساعين لأمجادهم ,وهذا بسبب أنهم بعدما قطعوا أغلب الطريق أحسوا بتوحش الخطوات المتبقية واستحالة الرؤية في ظلامها ,ولكن مالم ينظر إليه هؤلاء هو أن تلك الأمتار موجودة لكي تصنع الرجال وتبني المجد على أسس صحيحة وإلا لتساوى الناس وأصبح المتبوع كالتابع والقائد كالجندي ,فلا يمكن أن من بذل من الصعوبات وضحى وخاطر بوقته وماله وجهده لأجل أن يصل إلى مبتغاه ,أن يقارن بمن انسحب في الأمتار الأخيرة !
في الواقع عندما يزداد الضباب لا نتوقف بل نصبح أكثر تركيزا ونمشي بخطى متقاربة وأكثر ثباتاً نحو الهدف ,فلم تنقلب الآية عندما يصبح ذلك معنوياً !
..
العمر واحد والرب واحد !
هكذا سمعت تلك المقولة من إحدى كبيرات السن التي أصابها السرطان ولم تستسلم وتغلبت عليه بفضل الله !
حيث فسرت تلك المقولة _بعد أن منع عنها طبيبها أغلب أصناف طعامها_ بأن “الموت يأتي مرة واحدة فلم أحزن ,ها أنا أجرب كل ما أريده وإن مت فأنا لست نادمة على شيء” !
إن لم تضحي بدنياك فبماذا ستضحي ؟؟ .. بالتأكيد لن تضحي بآخرتك !!
إن ضحيت بكل ما تملك لأجل ما تريد أن تملك .. فهذا ليس عيبا ! بشرط أن يكون ما تريده مستحقاً فعلاً للتضحية !
واصل مسيرك إلى هدفك فالنفق المظلم دائماً يأتي قبل النهاية بأمتار ولا يستمر طويلاً إلا إن أردت أن يستمر طويلاً !! فإن عدت أدراجك فستقطع ضعف ذلك النفق وستخسر أضعاف ما قد فاتك .. وسيبقى ضميرك يؤنبك ما حييت “ماذا لو أكملت ما بدأته ” .. على الأقل إن أكملت ستجد إجابة ,فإما أن تنجح وإما أن تفشل وتحاول مرة أخرى على ضوء تلك التجربة !
وإن عدت أدراجك فأنت خاسر بكل المقاييس !
..
أؤمن دائما بأن جميع الأفكار صحيحة ,ولكن التنفيذ هو ما يجعلها خطئاً .
دائما أنت أدرى بما تفكر فيه وأعلم بما يجب عليك فعله وأخبرُ من يكون بأهدافك ,لذلك “إصنع مجدك بنفسك وثق بفكرتك” .
يقول صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا … ” رواه الشيخان
وكأني بكم تقولون “ليته أكمل” .. ويال قهره ووبال أمره ,هذه أصعب اللحظات ,هذه لا تكفيها الكلمات ,لحزنك على من يفشل في دخول الجنة فقط لأنه لم يكمل ولم يسمح لنفسه أن تكمل فرصتها بعدما عرفت الحق ,لقد أراد أن يفتح ملفاً آخر ولم يغلق الأول ,ففشل في الأول ولم يدرك الآخر ! 

أضف تعليق